[size=48]هناءُ وسعادة الإنسان[/size]
[size=37]هنا في الغابِ تسحركَ اللَّيالي ..... فتسرحُ بالتَّأمُّلِ والخيالِ [/size]
[size=37]وتخطفكَ الرُّؤى فتشفُّ تسمو ..... وترقى صاعداً نحو الأعالي [/size]
[size=37]وتصدفُ عازفاً عن كلِّ ميلٍ ..... إلى الأهواءِ أو سحرِ الضَّلالِ [/size]
[size=37]ترى الدُّنيا بعينٍ لا تُداجي ..... وقلبٍ صادقٍ حرِّ المقالِ [/size]
[size=37]ونفسٍ قد خلتْ من كلِّ عيبٍ ..... وعقلٍ مفعمٍ بسنى الكمالِ [/size]
[size=37]ففي الغابِ المُشبَّعِ بالخفايا ..... تغورُ وتختفي بين الظِّلالِ [/size]
[size=37]ونورُ البدرِ يرفلُ بالحنايا ..... يَزيدُ من المهابةِ والجلالِ [/size]
[size=37]وأنفاسُ النَّسيمِ تبثُّ لحناً ..... يعرِّي الرُّوحَ من ثوبِ الزَّوالِ [/size]
[size=37]ستغدو عارياً وتفضُّ أسراً ..... من الأصفادِ من ثِقلِ العِقالِ [/size]
[size=37]تُطِلُّ على الحياةِ بلا قناعٍ ..... وترشفُ من ندى الحقِّ الزُّلالِ [/size]
[size=37] *** [/size]
[size=37]ففي قاعِ الشُّعورِ تغوصُ ترسو ..... عفونةُ ما نخبِّىءُ من مشاعرْ [/size]
[size=37]أحاسيسٌ تَسحُّ الشَّرَّ سُمّاً ..... يُلطِّخُ قُبحُها هُدبَ الخواطرْ [/size]
[size=37]ترى الإنسانَ ظاهرُه بَهيٌّ ..... بوجهٍ لامعٍ يُغري البصائرْ [/size]
[size=37]عَفوفٌ طاهرٌ ورعٌ تقيٌّ ..... نصيرُ الحقِّ ذمّامُ الصغائرْ [/size]
[size=37]يُذكِّي الصُّدقَ والأخلاقَ ديناً ..... فيزهو في المجالسِ والمنابرْ [/size]
[size=37]وفي الأغوارِ يفعلُ بالتَّمنِّي ..... صنوفَ الموبقاتِ ولا يُحاذرْ [/size]
[size=37]يُحلِّلُ كلَّ ما يأباهُ جَهراً ..... ويفرحُ بالصَّغائرِ والكبائرْ [/size]
[size=37]لئيمُ النَّفسِ زِنديقٌ خَسيسٌ ..... ظلومٌ كاذبٌ دَنِسٌ وداعرْ [/size]
[size=37]جَحودٌ كافرٌ هتَّاكُ عِرْضٍ ..... ذميمُ الرُّوحِ يهزأُ بالضَّمائرْ [/size]
[size=37]ويحلمُ قانطاً بهناءِ عيشٍ ..... فيَمضي بائساً نحو المقابرْ [/size]
[size=37] ***[/size]
[size=37]هناءُ المرءِ في قلبٍ نظيفٍ ..... تَصفَّى من تباريحِ الهمومِ [/size]
[size=37]تنقَّى من شوائبِ كلِّ رِجْسٍ ..... ومن وخزِ المطامعِ والغُمومِ [/size]
[size=37]وباتَ مسوَّراً بالحبِّ دِرعاً ..... يَقيهِ غوائلَ الدهرِ الغشومِ [/size]
[size=37]له الوجهُ الصَّدوقُ فلا يُحابي ..... وباطنُه كظاهرِه الكريمِ [/size]
[size=37]نبيلُ النَّفسِ جوَّادٌ وفيٌّ ..... يصونُ العهدَ في الزَّمنِ الذَّميمِ [/size]
[size=37]حليمٌ زاهدٌ بالعيشِ جلْدٌ ..... يُمنِّي الرُّوحَ أفراحَ النَّعيمِ [/size]
[size=37]يُحسُّ بشعلةِ الإيمانِ تذكو ..... تُنيرُ دياجرَ العمرِ الظَّلومِ [/size]
[size=37]يرى الدُّنيا كمعراجِ التَّرقِّي ..... تسيرُ بهِ إلى الهدفِ القويمِ [/size]
[size=37]إلى العرفانِ حيث الرُّوحُ تزكو ..... وتجلو وجهَ باريها الرَّحيمِ [/size]
[size=37]فتسعدُ بعد أن شَقيتْ زماناً ..... وتاهتْ في دُجى الجهلِ الوخيمِ [/size]
[size=37]حكمت نايف خولي [/size]