[size=37] وصيَّةُ شاعر[/size]
[size=37] أملي أموتُ بقريتي في الكوخِ بيــن أحبَّتي والأهلِ والجيرانِ [/size]
[size=37]وأُودِّعُ الدُّنيا بدمعةِ شاعرٍ ..... سئِمَ الحياةَ وقسوةَ الأحزانِ [/size]
[size=37]وعلى غِناءِ الطَّيرِ أُدفنُ في الثَّرى ..... بين الحصى والزَّهرِ والرَّيحانِ [/size]
[size=37]لا نعشَ يحبسُني ولا ثوبَ الرَّدى ..... مُتعرِّياً حرَّاً من الأكفانِ [/size]
[size=37]ومُشيِّعوني هم سُلافةُ رفقتي ..... ومن الفَراشِ وجُندبِ الوديانِ [/size]
[size=37]من كلِّ مخلوقٍ يدبُّ مسالماً ..... ومن الظِّبا والأيلِ والغزلانِ [/size]
[size=37]لا كاهناً يتلو عليَّ صلاتَهُ ..... حتى ولا شيخاً من الأديانِ [/size]
[size=37]هذي الطُّقوسُ مراسِمٌ عبثيَّةٌ ..... ترمي بسطوتِها على الإنسانِ [/size]
[size=37]فتُحيلُهُ عبداً أسيرَ ضلالةٍ ..... وجهالةٍ في خدمةِ الكهَّانِ [/size]
[size=37]وتُسمِّمُ الإدراكَ منهُ فيغتدي ..... متخدِّرَ الإحساسِ والوجدانِ [/size]
[size=37]فالعقلُ نورٌ من إلهٍ خالدٍ ..... حاشاهُ يُطوى في التُّرابِ الفاني [/size]
[size=37]هو خالدٌ ويُثابُ دون وساطةٍ ..... ويعودُ بعد الموتِ للديَّانِ [/size]
[size=37]والجسمُ يفنى في التُّرابِ وينتهي ..... قوتاً يُقيتُ جحافِلَ الدِّيدانِ [/size]
[size=37]وإذاً فما نفعُ الصَّلاةِ وقد غدتْ ..... أجسادُنا نُتفاً من الإنتانِ ؟[/size]
[size=37]أنعودُ بعد الموتِ في أجسامِنا ..... من بين زَرقِ الدُّودِ والغربانِ ؟[/size]
[size=37]فالمرءُ يَخلصُ بالصَّلاحِ وبالنُّهى ..... يسمو بفعلِ الخيرِ والإحسانِ [/size]
[size=37]لا شيءَ ينفعُهُ سوى أفعالِهِ ..... وسوى بلوغِ العلمِ والعرفانِ [/size]
حكمت نايف خولي